1/01/2009

ألفين وثمانية .. والأعوام التي مضت -

أنا لم أفق بعد .. من دهشة الـ 2008 .. فكيف بي اليوم ؟ أكادُ لا أصدق أنني سأرسم الرقم 9 بدل الـ 8 ! كيف وأنا لازلت عند كتابة التاريخ .. اخطأ .. واكتب 2007 !
وكأن الزمان متوقفٌ بي عند الـ 2007 .. عشت سنه كامله ولازلت متعلقه بـ الرقم 7 .. رغم انني لا احبه !
ولكنني لاأعلم .. لِم علقت به ؟؟

.. أنا في حيرة
.. وفي دهشه
.. من كل ماتغير
.. من كل مامضى
!.. ومن كل مابقى


،
الاستاذ سعيد،

حدثَ ذات يومٍ .. أن جاوزت معلمة الرياضيات وقت الحصة السادسة .. وإثر ذلك .. مضى الباص دوني .. فـ لم أجد بداً من اللجوء لباص (المدرسة ( الأزرق الكبير .. المتهالك الذي توالت عليه الأجيال
كُنت في الحادية عشرة من عمري .. وكُنتُ ارتدي الحجاب .. تجريباً كما كنت ادعي .. لارى ان كان بامكاني المواصلة في دربه أم لا .. خاصة مع وجود تلك الحساسية في نحري والتي كانت تمنعني من ارتداءه لفترة طويلة ( كالدوام الدراسي مثلا ) ومع شمس الظهيره .. كان الجو لايطاق .. والحكه والاحمرار لازماني منذ نزولي من الباص .. حينها قررت ان اسدله على كتفي .. وعند باب . بيتنا .. سأرفعه من جديد كي لايخيب ظن أمي بي .. وبالقرب من منزلنا .. لمحني جارنا الاستاذ سعيد
! ناداني .. وأنا التي لم أكن أعرف حينها حتى اسمه
ذهبت اليه .. فقال لي .. أنني سأبدوا أجمل والحجاب يعانقني .. و أنني مهما تعللت .. فأنني سأجد طريقة ما .. لجعله جزءاً مني .. ولو بعد سنين!
.. بدا لي حديثه حينها .. غريباً .. مليئاً بشجنٍ ما .. أجهله .. امتثلت لما قال .. وعدت للمنزل

.. بعد مضي 3 سنين من ذلك اليوم
.. كُنت عائدة من اخر امتحانٍ نهائي للفصل الأول في الثاني الإعدادي
.. ولحدثٍ ما .. أكاد لا اذكره .. اضطر سائق الباص لايصالي لعند انعطافة بيتنا
كان في عجلةٍ من امره .. وأنا لم أمانع .. كنت امشي بفرح وسرور .. لبدأ اجازة الربيع .. ولكن فرحي تلاشى حينما اقتربت من البيت .. كان بيت الاستاذ سعيد مفتوحاً .. وسيارات كثيره تناثرت من حوله .. حتى ملأت الحي بأكمله
! كانت الحركه في بيته .. مُريبةً لي .. غير معتاده في هكذا ساعه من الصباح
.. دخلت المنزل .. وسألت أمي عن الحركة الغريبة في الجوار
! فقالت لي .. أن زوجة الاستاذ .. توفيت
.. لم أفهم حينها معنى الفقدان .. ولا تبعات الفقد
! إلا أن الأيام والأشهر التالية .. جعلتني شاهده .. من حيث لا أتوقع
علمت بعد حين .. أن ذلك الاستاذ .. له من الابناء .. فتاتان واخرهم كان صبياً .. ( بالاحرى .. مراهق .. يكبرني بـ 3 او 4 اعوام حسب توقعي ) .. وبيتُ الاستاذ مقابل تماماً لنافذتي اليسرى .. والتي لم اكن استخدمها على اية حال
فستائرها مسدله ولا افتحها .. لانها تكشفني لبيتي جارينا .. في حين ان نافذتي الاخرى لاتقابلها
. اية نوافذ أو أبواب .. الا من بُعد

!بعد شهرين من وفاة زوجته .. بدأت اسمع أصوات غريبة عند منتصف الليل
! صوت سيارة .. أصوات شبابية ممزوجه بالضحك والأحاديث الحادة .. وكان ذلك غريبا على حينا المعروف بهدوءه
! ومن حينها .. بدأ النشاط الليلي
في الصيف .. كانت الأوقات لهذا الفتى متأخره .. اسمع صوت سيارته المزعجه عند الثالثه والنصف .. وبضعة أصوات اخرى تستمر لما بعد اطفاء محرك السيارة لما يقارب الـ 15 دقيقة .. ثم يسكن الفجر.. كما هو من المفترض ان يكون ..
. في أيام الدوام الأكاديمي .. السهر يقل .. وصوت السيارة يقل أيضاً .. ولكنه لايختفي ..

.. لم أكن أنزعج .. ولم أكن لاشتكِ .. ولكن
لو كانت أمه هنا .. أكان سيسهر ويعود متأخراً أيضاً ..؟
أيفعل فعل الفقد كُل هذا بنا ؟ أم أنه كان يمر بمرحله عمرية حرجه ؟
.. في منتصف 2007 .. عرض الاستاذ بيته للبيع
.وفي نهايات 2007 .. استقبلنا جيراناً جدد .. لانعرفهم لحد الآن .. ولايعرفونا

! ورغم ذلك .. كلما تطلعت لبيت الاستاذ كل صباح .. أراه فيه .. وكأنه لم يرحل
! وكأنه لازال هنا .. وأن لا شيء تغير
، ولكن في الحقيقة
عند عودتي من الجامعه عصراً .. أصادفهم .. اولئك الاغراب .. الذين يسكنون بيتاً .. ليس لهم .. لا ذكرى لهم فيه .. ولا ارتباط .. عندما اراهم .. كأنني أرى أُناساً زُجَ بهم للمأوى .. المأوى الذي ضم أسرة دافئه .. أسره سعيده .. لم تستطع البقـاء والذكريات .. .فارتحلتْ .. لحياةٍ أخرى .. أبعد

.. ارتحلت تلك الاسرة
.. ولازلت أنا .. هنا.. حيثُ أنا
! .. والذكرى



،
عبدالولي،
بعدسة المصور حسين عيسى
. المؤذن الذي لطالما أحببت أسلوبه في النداء للصلاة .. لم أره قط .. إلا أن بناته كن معي في باص المدرسة
.. لازال صوته يرن في أذني .. وكلما سمعت المؤذن الجديد ينادي للصلاة
! يرن صوت عبدالولي في رأسي .. وكأنه ترسخ معي .. ويكبر بي

.. في21 رمضان 2004 .. تغيّر الصوت عَلَيّ ..
! وقيل لي حينها .. أنه توفي
.وبذات الصباح .. تغيبت بناته الأربع .. حينها .. صح الخبر
! و أصبتُ -أنا- بتشويش دائمِ ـ حتى هذا اليوم - .. في أوقات الصلاة

!..رحل عبدالولي .. ولم تتوقف الصلاة
،


،أنا يوسف يا أبي

عرفته قبل زيارته للبحرين .. بقليل .. وحضرت أمسيته .. وصورته من بعد
.. وفي الصيف الماضي
! قالوا أنه رحل
!!!؟؟!! رحل
: وقال هو
. أنا حبة القمح التي ماتت لكي تخضر ثانية، وفي موتي حياةٌ ما
محمود درويش
! رحل .. وبقيت حالة الحصار .. حصاراً لدي

! على حافة الشوق .. ضوء
قبل اسبوعين من الآن .. التقيت صدفة .. احدى صديقات عمري في الستي سنتر .. كنت أبحث عن معطف طويل .. كالذي أراه في الأفلام وبعض المسلسلات .. وذوقي أنا صعب .. صعب للغاية ! انتقائية في الطعام .. والملابس ( من يوم كنت جنيه على قولة امي ! )
.. لا اعلم اصلاً .. لِمَ استدرت خلفي .. ولا أعلم من أين خرج صوتي حين رأيتها
لمحتني .. ولكنها لم تعرفني .. كانت على وشك ان تمضي مع اختها الصغيره لطريقٍ آخر غير طريقي ..
ناديتها : بتــول!! ؟
.. التفت لي بذهول .. وكأننا .. في حلمٍ معاً .. وبعد التحايا .. بعض الحديث .. وأيضاً ذهول
!.. تغيرتِ .. لم أميزكِ ! لم أتعرف عليكِ :
.. هكذا بقيت كلماتها ترن في رأسي .. حتى انني لم اعي تماماً بم أجبتها وماذا قلنا بعدها

.. ثم مضت كل منا إلى طريق
.. ذهبتْ .. وذهب قلبي من جديد .. من بعد الضوء
!.. لحافة الشوق
! من جديد
شوق .. وضوء .. وشوق .. وضوء
،
أول يوم من كانون الثاني للـ 2009 ،
كل هذا وأكثر .. كشريطٍ سينمائي سريع .. يطوف ذاكرتي .. يعصف بي .. ليريني كل من مروا بي .. كل من عبروا .. من ذهبوا .. من ابتعدوا .. من رحلوا .. ومن بقي منهم .. معي .. لي
! دمعات 2008 .. لازالت عالقة في أهدابي .. لازالت نديه .. وتمد في عمر الـ 2008 .. وأنا لم أفق بعد

! كيف أقول : كل عامٍ وأنتم بخير
! والمحيط لايسمح ؟ وفي الجو حربٌ وموتٌ وقتلٌ ودمــار .. وفوقهم جميعاً .. امتحان
! امتحاناتي

كيف تمضي الأيام سريعاً ؟
! كيف يرحل البعض .. ونبقى نحن هنا .. في مكاننا .. والوقت يسير بنا .. دون أن نشعر
! او ربما نشعر .. ولكننا .. نفتعل نسيان الزمان

. لاشيء أكثر لدي في هذا اليوم .. ليقال


خالص ودي وأمنياتي،
د.فطوم
1.1.2009

12/28/2008

لِــ غزة .. بين الخفقتينِ .. دمعتينِ ..

لِــ غَزَّة .. حروفي تتقطَعْ
،،


.. ستون عاماً .. وأكثر
.. ستونَ عاماً .. العام يتلوه العام
.. ورايةُ الكرامة .. شامخة لـ غزة
.. تُرعى بأنفاس الشهداء
.. بأرواح الأوفياء
.. أبية .. رغم أنف الأعداء
!. العزة والنصر : لـِـ ( غزة ) .. وأطفال غزة

غزة

(1)
.. لارضٍ مافتئتْ حمائِمُها .. تُدميني
.. لارضٍ .. مُذْ وُجِدتُ .. أبكيهــا
.. وتبكيـني

.. لِــ غَزةَ .. بينَ الخفقتينِ
.. دمـعتـينِ
.. دمعتينِ عن شمــالي .. وعن يميـني
وذنبٌ مُلتــاعْ .. يَقطُرُ مِن طَيـاتِ
.. جبيني

(2)
.. مَـآذنُكِ الجــرحى .. تنـــاديني
.. سمــائُكِ الثكلى .. سَخَطـاً
.. ترميني

.. أطفــالُكِ
.. أطفالُكِ عُيونهُمْ .. ترنوا لِعُيوني
.. يحكـونَ لي
.. عن أشجارِ التينِ واللوزِ
..والزيتونِ
.. عن أغصــانٍ كُسِرتْ
.. عن أشلاءٍ تكاثرتْْ
.. وتكاثفتْ
.. يتلونَ لي
.. آيـاتَ الدِمــاءْ التي أمطرتْ
.. وأغدقتْ
.. وأغرقتْ
.. يحكونَ لي
.. عن التيهِ والضيــاعْ
.. بينَ المَوتى والجيــاعْ
.. يبكونَ لي
.. كُتبــاً مُزقتْ
.. وأحرِقتْ
.. يبكونَ الضفائِر التي
.. خُضبتْ
..بالدمِ والنــار
.. ذاتَ شِتــاءٍ دثــارْ

.. قِـطاعُكِ النـاحِلْ
.. بيـنَ الضِـفتَـينِ
.. على الوترينِ
.. يُدميني
.. وألفَ ألفِ مَرةٍ ـ يا غَزةََ ـ
.. يُرديني


(3)
.. لو كـان بيدي
.. لوصـلتكِ
.. لو كــان بيدي
.. حذائي وحجري
.. لحميتكِ
!.. لكن قيدي
.. حصاري يا غزة
.. بين اللُجتيـنِ
.. يُبقيني
.. مكتوفةَ اليدينِ
.. خائرة القوى
.. و للأسى
.. يرميني

(4)
.. قاتلي .. لاحيا
.. بإيمانٍ ويقينِ
.. قاومي لاحيا
!.. ولاتتركيني
.. جِهادُكِ الأسمى
.. يُحييني
.. ردى اسمكِ الثائر
.. للحريةِ يسبيني

.. واسيني فيكِ
..واسيني فينـا
.. واسيني

.. قاومي
.. قلبي معكِ
..وسامحيني
:
:
.
!..سامحيني

غزة .. سامحيني
،،

السيد حسن نصر الله في منزلنا
.. مامِن رَجُلٍ كإيـاكْ
.. يَخلُقُ لِلُغةِ العقيم التي أعرفها
.. حَرفــاً تاسعاً وعشرينْ
.. أنتَ لُبهُ
!.. وحشــاهْ
.. وحدهُ صوتكْ .. يبعثٌ بي
.. الأمل .. كُلَ الأملِ الذي دفنته في مقبرة العروبة
.. وحدها عمامتك الشريفة
.. وحدها عبائتك المتواضعه
.. بقيتْ طاهره .. طاهره من كل زللِ و ذُل
.. وليحفظك الرب ويرعى خُطاك
.. دُم لنـا
. بلسمــا
،،
هذه هي غزة
غزة التي تجهلون

من موقع الـ بي بي سي
.. وهذي هي فلسطين
.. فلسطين التي
!.. نسيتون

ماذا بقي بعد ؟ واحسرتاه

.. افتحي المعبر يا مصر
!.. افتحيه يامن تدعين أنكِ أم الدنيا
.. ولستِ بهكذا تواطؤ
!..لستِ سوى أدنى درجات الدُنيا
افتحيه
يا من شرعت أبوابكِ واحتضنتِ
.. كُل غريبٍ ولعين
.. كفاكِ قتلا لهم
.. كفاكِ فرعنه
أما كفــاكِ ..؟؟
،،
.. أشعر بالضيق
.. الحزن
.. والهم
.. والخوف
.. مِن كل هذا
.. ومن عجز يديَّ لهم
.. ومن كلِ مايُحاك
.. في وطني
.. على أرضي
( ومن امتحاناتي )
،
. فطوم .
28 /12/ 2008
3:30 pm

9/20/2008

إني ..

في حالة خصامٍ مع نفسي
وشياطيني لاتفارق رأسي
تصول وتجول
! وأحدها على وشك نفث نيرانٍ تبقى اثارها لاخر يومٍ في حياتي
Photobucket
Photobucket
( الحياة عقيدة وجهاد)
إني أغرقُ
أغرقُ
! أغــــــــرقْ
cry

© جَمـيعُ الحُقوقْ مَحفوظة وذاتُ صاحِبة هذهِ المُدوِنة مَصونة لا تُمَسْ .

  © Blogger Template by Emporium Digital 2008

Back to TOP