6/16/2009

ولا أريد أي مرافقين ولا أي ركاب بعد اليوم !

أحياناً نحتاج لصدمات عاطفية كي نشتهي للتدوين، بل ونرغب فيه حد التفرغ إليه ولاشيء إلاه، ويبدوا أن هذا ماحدث لي، ليس حرفياً على الأقل، وإنما، ضمنيـاً رُبمـا .

هي الرغبه في البوح، وأنا أود أن أتحدث وإلا سأنفجر أكثر !
ولااعتقد ان هنالك كلمة تصف مااشعر به الآن، ولربما، " سمايلات " الشخصية الكرتونية اليابانيه، "توزكي" تُقرِبُ الوضع قليلاً، والذين عنونتهم سابقاً بـ ( مااااااانه مااااااااانه ) و ( يدحن في الجدار ) و (اصييح صيح صيح اصييح) :
9eee7 9eee7 ada7an fe el 6oofa mana mana maaaaaana maniii
الحلم الجميل .. الذي فركشته عين الحسود عساه عووووووووووود في عيونه من حسود قوووولو آمين

- نظره للأفق .. والآفاق .. تأتي بتغييرات :
في المرحلتين الاعداديه والثانويه، كنت أتخيل نفسي بعد سنين قليله، طالبة جامعيه، احمل كتبي بيدي وحقيبتي بيدي الأخرى، ومفتاح السيارة يتأرجح بين أصابعي، ابدأ يومي بـ " كورنفلكس وحليب " أو عصير اتناوله في السياره، اقود لجامعتي، وعلى طريقي، قد اصطحب احدى صديقاتي ، ونذهب سويه، ويمضي اليوم، وأعود، لتمضية بقية اليوم، بين الدراسة، وتمضية الوقت مع امي واخي .
ولاكون أكثر صراحه، كنت أشعر بالضجر والملل من المرحلتين الاعدادية والثانوية، وبالذات الثانوية، كُنت أعتبرهما مرحلتين تفصلانني عن منهل العلم الأكبر، ولاخفف على نفسي، اعتبرت الثانية مجرد مفتاح، يجب الحصول عليه لكي اختار المجال والتخصص الذي سأقضي بقية عمري فيه، أمارسه، وأعطيه من حياتي، أفضل ماعندي .

- وحصلت على المفتاح .. ولكن ... :
انهيت المرحلة الثانوية، بعد عناء ومعاناة، لا لصعوبة العلمي، بل لضيق نفسي عليه وعلى الهالة العظيمة المُحاطه به، والتي زادت من رغبتي في التخلص من الثانوية بأي شكل من الاشكال، وبأي معدل كان، فحصلت على ماحصلت، وتقدمت للتسجيل في 3 جامعاتـ وتغيبت عن امتحان القدرات لجامعه البحرين، وذلك لعدم توافر رغبتي الأولى به ( اللي مالك حاجه فيه .. وش ليك فيه ! كايند اوف : ابعد عن الشعر ياعمري وغني لو !؟ )
في شهر أيلول، ومع فرحه مقتوله، وصلني القبول من الكلية الملكية للجراحين، فـ قلت في نفسي : المفتاح وحصلنا عليه، وقفل الباب وقد فتح، والآن قبل الدخول في غماره، بقيت لي البطاقة الخضراء ( الليسن المصون ) لاجنب نفسي أي معاناة جانبية قد تؤثر على مسار دراستي !
وبدأت رحلة البحث عن مدربة سياقة، نظراً لتحسس أمي من مسالة ( المدرب المتعجرف) ومشاكل قد وقد لاتحدث، فـ بدأت سلسلة الاتصالات ومن مدربة الى مدربة وكلهن ماشاء الله ( بزنس وومن ) مشغولات من ساعات الصباح الأولى حتى بدايات اذان المغرب ( على حد زعمهن )، الاولى تقول بعد شهر رمضان وانا أرفض نظراً لوقوعه في أيام الدوام من سنتي الاولى ( العام الماضي)، والاخرى تقول سأتصل عندما يصبح لدي شاغر لاضعكِ فيه ( وكأنها تمسك بـ 5 عصافير في يدها اليمنى والعصفور السادس من اطراف اطرافه بيدها اليسرى ) واخرى قالت بعد اسبوعين، فـ دخلت دوامه التيه والبندول والتيوتا الايكو المُستنزفه، حتى حصلت عليه بعد جهد جهيد وعناء مضني مع المدربة والممتحنات السمراوات الــ ****$#$$$###*#* ( يُكرم القارئ عن هكذا اوصاف مباشره )، و دموع قهر وظلم وآخرها فرح .


- الـ بومبـو .. رحلة لا تنتهي :
سقا الله أيام زمان يا السني .. ياماوصلتيني ووديتيني وجبتيني اميرة زماني معززه مكرمه ومدلعه .. من 1999 الى 2003
في العام السابق لحصولي على الرخصه، اختار ابي ان تكون سيارته الجديده كابرس، والكابرس معروفه بطولها وعرضها و ... وزنها ( الشيطان متلبساً أجنحة الملائكه ) .
الطول جمال .. ولكن .. الطول في السيارة ...؟؟؟؟


و ..

..
بدأت رحلتي مع الكابرس !


- المره الأولى :
بمناسبة حصولي على الرخصه، وبمناسبة انهائي اسبوعين من التدريبات على الكابرس برعاية بابا حفظه الله ورعاه، وبـإلحاح من صديقتي، استعرتها من ابي، وذهبت مع صديقتي إلى مجمع البحرين .
كل الأمور كانت بخير، وقلبي تراقص فرحاً بالافق الذي حلمته، واحسست باحاطته لي .
إلا أنني، وعلى مابدى في ذلك اليوم، نسيت وأهملت تبعات الأفق ! من غربان ونسور قد ياتي بها أفق الاحلام !

اثناء رجوعي للوراء، ولان الكابرس طويلة، ولانني اعتقدت انها مثل سيارة صديقتي التي تحتوي على سنسرات اماميه وخلفية، اعتمدت على ذلك، وإذا بي اسمع من الأمام :
طاااااااااااااخ شخ شخ شخخخخخخخخ خخخخخخخخخ شششااااااااخخ ششش
 الجميلة، وأثر الجريمة

هوى قلبي من علياءه، من أنفته وغبطته، لقاع الألم والفجيعه !
مـُـ ـ ــ ـصيــ ـــبــ ــــ ــة !

كان كل شيءٍ بخير، عدا عن عده شخوط سوداء و( خفسه صغيره )، قد شوهت الجميلة بالقرب من عينها اليسرى، وأما المرسيدس البحرية، فـ نالت بعض الخطوط البيضاء التي زينتها وزادتها رقةً وجمالاً .
ويا سبحان الله، ابى ضميري الانكار، وأبيت الهرب، وأبيت الوقوع في مشاكل والحصول على توبيخات حبتين زياده من المنزل وخارجه !
: ماذا سيريد ؟ أن اطلي له سيارته ؟ بسيطه !
اخرجت ورقة بيضاء، ومبلغ قدره 5 دنانير ، وكتبت :
am so sorry I didn’t mean to scratch ur car I hope u get it fix soon, sorry again
وضعت الدنانير والورقة في المماسح الأماميه،
أوصلت صديقتي التي اصيبت بالرعب لبيتهم ،
وعدت لبيتنا، وهناك، حصلت على قدرٍ لا بأس به من التوجيه والنصح والإرشاد .

- بعد شهر.. المره الثانيه :
احدى الزميلات ارادت الحصول على بضع أوراق من عندي، تتعلق بالدراسة، فـ اتفقنا على اللقاء في الجامعه، والتقيتها هناك وسلمتها ما أرادت وعدت أدراجي للمنزل .

هل تعلمون ؟
أنه وبالغرم من كل هذا التطور والطفره التكنلوجية الحاصله، تبقى حواسنا الخمس، الأكثر دقه والأكثر وفاءاً لنا !

قرر سنسر الكابرس ذلك اليوم، ان يلعب معي قليلاً ويضللني، فـــ اثناء ادخالي لها ( بالريوس كالمعتاد )
واذا بي :
:
:
.
طــــــــــــــــــــــــــــــــاخ خفيفه !!
( في عمود الطبيلة )
,
جت سليمه

وقلت : حصل خير ! خفيفه خفيفه ! أخف من سابقتها الأماميه !

- بعد 10 أشهر .. الفرسان الثلاثة :
في يومٍ ربيعي من ايام نيسان الماضي، ولان العجلة من الندامه، ولانني لم اعتد ادخال السياره في المواقف من الجهه الأمامية، ولان الموقف من الأساس ضيق، ولانني كنت على عجله للحاق باحدى محاضراتي، ولان حدسي انبأني ولكنني استصغرته، علقت الكابرس !
نعم، علقت الجميلة ! وانحشرت بين مرسيدس بحرية، وبين حافة الموقف !
ولانني أعرف نفسي جيداً، ولان الاعتراف بالقدرات فضيله، قررت اللجوء لطلب مساعده صديق، عوضاً عن الحاق اي ضرر بالجميلتين !
فـ
التفت من حولي، واذا بي المح احد الزملاء، فـ ناديته، وجاء وعلامات الاستغراب بادية عليه، بعد التحيه الطارئه، طلبت منه مساعدتي، فمشى وهو ينظر للجميلة محشوره بطريقة عجيبه، وشخصت عيناه، وبانت علامات القلق وعدم الارتياح على تقاسيمه، وفي هذه الأثناء، لمِحنا زميلان آخران، فأتيـا أيضاً للمساعده ( اطلب واحد واحصل على 2 مجاناً )، وبدأت عملية الانقاذ !
حاول ع. أن يرجعها للوراء، ولكنه تخوف من الحاق بعض الآثار على الجميلة الأخرى، فترجل، وترك لـ ع. الآخر المهمه العملية، وذهب مع م. لاصدار التوجيهات والإشاره من الوراء، وأما أنا فـ ذهبت لاصدار التوجيهات من الأمام لكي لا تتشوه الجميلة جهة رصيف الموقف الضيق .

بعد 20 دقيقه، تنفسنا الصعداء، وتشكرنا خروج الجميلتين بلا خدوش وبلا أي أذى .
شكرت الـ
Three musketeers
و ..
أيضاً ...


عَدَتْ على خير ..!

- اليوم :
للتو فقط هدأت أعصابي مماحدث، ولتوي فقط، أدركت عدم جدوى ذكر ماحدث،
ولكن، اقول الآن :
انها عدت على خير ! والجميلة خرجت بدون أي خدوش، وأنا خرجت بمحاضره طويلة عريضه وطعن في مهارتي وقيادتي !
مما أثار حفيظتي وغضبي وجعل الحمم النارية تنشط في داخلي !
و أحد شياطيني " طفر " طفرةً غير خيره ..
ونرجع نقول : صار خير ! وعدت على خير


- بعد عامً .. الواقع :
لستُ أخبركم بكل هذه التجارب والتفاصيل لاعطيكم انطباعاً سيئاً عني وعن تجربتي مع السياقة، ولكن هذه الأشياء البسيطه تحدث وقد تحدث في أي يوم وفي اي لحظة، ومنها نستقي التجربة، والخبره اللازمه، ولا أحد معصوم من الخطأ والزلل، المهم أن لانقع في الأسوأ. أنا لا أريد أن أقع في المشاكل كل يوم وأن أجعل من سيارة بابا ( دفتر رسم ) ارسم فيه لوحه كل صباح وكل مساء، كما صورني البعض، فما من أحد يحب أن يذهب بقدميه لحدود الخطر !
وفي الوقت نفسه، هذه الحوادث البسيطه والتافهه، لاتعني أنني أجر نفسي لحوادث أكبر ! ولاتعني أيضاً أنني سائقه سيئه وأشكل خطراً وتهديداً على الأرواح والممتلكات من حولي !
كثيرون يخطؤون، وبعض الاخطاء قاتله، وبعض الاخطاء بالامكان الاتعاض منها وتلافيها مستقبلاً
واحدى الأشياء التي لفتت انتباهي في هذه المواقف والتي لا أود تسميتها بالحوادث،
هو الطاقة الموجوده في الداخل، طاقة الاشخاص انفسهم، فإن كانوا قلقين متوجسين وخائفين، تحصل المواقف والعثرات بوجودهم !
وان كنا مع آخرين ايجابيين وليست لديهم أيه مخاوف، لايحصل أي شيء سيء !
هو القضاء والقدر، والهفوات البشرية، و العوامل الأخرى المحيطه
قد لانتمكن من السيطره عليها جميعها، ولكن على الاقل، نتقيد بجانبنا نحن والمسؤولية الملقاه على عاتقنا من ناحية السلامة
الخلاصة :
لمعشر الرجال رسالة :
ليست كل الحوادث سببها فتاة، وليست كل فتاة قادره على التحكم 100% بالمركبة التي تقودها، وان وصلت خبرتها لـ 5 سنين وأكثر، وجزء من اللوم يقع عليكم بسبب جملتكم المعتاده :
حادث ؟ أكيد بنت
لبنات حواء رساله :
الثقه، ثم الثقه، ثم الثقه، وكل من لديه طاقه سلبيه، لاتقبلن به راكباً معكن
وكل من يشكك ويحذر ويسخر ، ابتعدوا عنه
حائط الدراسة .. الوقت .. الاحلام .. الامنيات .. والرغبات .. والعلامات أيضاً !
: لم أكن أنوي إنهاء هذه التدوينه على هذا الوجه، ولكنني سأكتفي بهذا القدر وأقول
سأبقى في انتظار بومبو أحلامي، وإلى ذلك الحين أعلن تطبيق مرسومي الملكي الآتي :
لاااااااا ركاب ولا مرااااافقين معي بعد هذا اليوم، لا أحد لا أحد بالمره
لاقريب ولا بعيد
حتى وإن تقيدوا بحزام الأمان
يوماً ما سأكمل الحديث، وإلى ذلك الحين،
اجازة سعيده اتمناها لي ولكم
ونتائج موفقة للجميع


لي عوده
د.فطوم

© جَمـيعُ الحُقوقْ مَحفوظة وذاتُ صاحِبة هذهِ المُدوِنة مَصونة لا تُمَسْ .

  © Blogger Template by Emporium Digital 2008

Back to TOP