7/04/2007

- اكتئاب تموز

أنـا في فصلِ اكتئاب ..!

..استلقي على أرضِ غرفتي الصغيرة .. واتكئ بمرفقيّ على وسادتي المفضلة
في وضعيةٍ هي الأكثر راحةً بالنسبة لي .. والأكثر إلهاماً لبدء حديثٍ طويلٍ
.. يُمَرْمِرُ خاطري مُنذُ فترةٍ .. أكادُ لا أذكُرُها
أفتح جهازي المحمول ( اللاب توب ) .. الموصول بالكهرباء ( لانني اعرف
نفسي جيداً لن تكفيني 3 ساعات .. فلم ارهق نفسي وأعذب هذه البطارية
..(الفقيرة ؟
أتنهد بعمق .. وأطلِقُ لاناملي العنان .. لتجود بكل مـايجول في خاطري وعلى
.. طرفِ لساني

..أنى لي أن أحظى بيومٍ واحدٍ فقط
!..يومٌ واحدٌ فقط بعيداً عن كل شيء
عن الناس .. عن أقرب الناس .. عن أهلي .. عن صديقاتي
عن زميلاتي .. وعن بعض العابرات الأقرب بالحشراتِ في حياتي
معذرةً لهذه الكلمة .. ولكنني سئمت
سئمتُ كل شيء! وأعلن رسمياً وأقر وأعترف أنني مصابة الآن بحالة اكتئابٍ فصلي
..الاكتئاب المعتاد .. بداية تموز من كل عام .. بالاحرى
لم أعرف هذا الشيء في نفسي إلا منذ ثلاثة أعوام .. فما إن يعلن
..التاريخ أن اليوم هو بداية هذا الشهر المشؤوم
(July )
حتى أصاب بنعاسٍ قوي
وأرغب في النوم والنوم فقط .. أكره الاستيقاظ .. أكره التفكير في أنني يجب
..أن أفعل هذا وذاك .. أكره الخروج في هذا القيظ
..أكره تلك الهبات الحاره الشبيهه بلهيب النار
( أبعد الله عنا وعنكم نار الآخرة )

منذ ان أنهيت امتحانات الثانوية العامة وحتى هذا اليوم .. لم تبدأ عطلتي
!الصيفية .. أبداًَ ! ولا اعتقد انني سأحظى بواحده هذا العام
الأسبوع الماضي كان الأكثر ارهاقاً .. فقد تخلله البحث عن مواضيع منهج
امتحان الاحياء والكيمياء ودراستها (من جديد) .. وكم ندمت على دراستي
للكيمياء المزعجه .. فكل ماكان في الامتحان لم تكن له اي صلة بمنهج الامتحان
وكم كانت دهشتي كبيرة حين فوجئت باختراعات جديدة مدونة في ورقة
الامتحان .. فالكاشف الكيميائي المعروف الذي درسناه اسمه كاشف طولوين
( اعتقد انني قد قمت بتحريف اسمه ايضاً ) ولكن الاسئلة كانت تتعلق بكاشف
!اخر .. اعتقد انه ابن عمه .. واسمه كاشف بندنت او بنددت
حينها لم تنفعني أيُّ دراسة .. ولم ينفعني بحثي الحثيث عن كتبي وملخصات الكيمياء
!السابقة .. لم يكن امامي اي خيارٍ سوى التخمين

أسبق وأن أخبرتكم انني أكره طيران الخليج ؟؟
فقد فعلوها بنا للمرة الثالثة في حياتي وأجلوا ساعة رحيلنا وساعة عودتنا
كم أمقت هذه الشركة المتداعيه البائسة
وماهذا الطعام الذي يقدمونه ؟؟
حمص وخس وخيار وفطيرة؟
!لوهلة اعتقدت ان الطعام الموضوع امامي هو ضربٌ من ضُربِ الكاميرا الخفية
!ولكنه لم يكن ! بل كان حقيقةً وواقعاً مُراً للغاية
أولم يحسبوا حساب المصابين بـ G6PD ( نقص الخميرة) !!؟؟
!تباً لهم

..حسناً .. دعوني أخبركم الجزء الاسوء في القضية برمتها
(وصلنا في حلول الـ4 عصر الاربعاء .. ووطأتُ اعتاب مملكتي (غرفتي الصغيرة
عند الـ4:30 .. وتلك الطائرة اللعينة ـ اير باص صغيرة ـ التي تمايلت بنا تمايل
!العصفور في خضم عاصفةٍ هوجاء .. لم تنس أبداً ان تقوم بمهمتها الرئيسية
!ألا وهي اختراق طبلةِ أُذني
!ولا أرتاح أبداً إلا بعد عودةِ سمعي إلى حالته الطبيعية
القيلولة تساعد قليلاً .. أليس كذلك ؟؟
ولكن قيلولتي امتدت منذ الـ5:30 حتى الـ 11 مساءاً
قد تتسائلون .. وماذا بها ؟ كل مسافر يرجع من سفره ويأخذ
!فترة راحة ليعود إلى روتينه وحياته اليومية
!إلا أن حالتي أنا مختلفة
قيلولتي امتدت وهذا يعني تقلص عدد ساعات دراستي لامتحان
الـIELTS
وعدد ساعات نوم الليل !فـ حدث ماكنت أتوقعه
سهرت استذكر واتدرب على الـwriting ..
ونمت عند الـ5 واستقظت عند الـ7 ووصلت إلى الـbritish council
عند الثامنه .. بدأ امتحاني بعد ساعه .. والطريف في الامر ..
أنني شعرت باذني تتفتح وتتحرر من ضغط الطيران بعد انتهاء
جزء الـlistening في الامتحان !
( آخ يالقهر ! )
لم أعد إلى المنزل إلا بحلول الـ3 عصراً ..

أوتقولون لي عطلة ؟؟
أوتقولون لي لم أنا مصابة باكتئاب ؟؟
هل كان هذا كل شيء ..؟

الحقيقة المره .. والواقع الأليم هو أنني تعبت من الكلام !
فبعد الامتحان مباشرة وعندما عدت إلى منزلنا .. بدأ والديّ بسؤالي
عن الامتحان وادائي .. وهذا شيء طبيعي .. القيت بنفسي على الاريكه
علني انعم ببعض لحظات الهدوء والسكنه ..
فإذا بها امي تأتي وتفتح النافذه وتغلق المكيف !
( انبطت جبدي ياناس حر حر مااقدر اعيش ! )
انتقلت بعد ذلك الى غرفتي الصغيرة .. وماان وضعت رأسي حتى رن هاتفي !
وتوالت الاتصالات من صديقاتي وزميلاتي .. بعضهن يسألن بداعي الاهتمام ..
والبعض الاخر فضول .. وانا لا طاقة لي للكلام !!
ولازلت حتى هذا اليوم ازداد سوءاً ..
لا اريد الحديث .. اريد الاستماع !
كفوا عن استجوابي ماذا فعلتِ ماذا ستفعلين اين ستدرسين ولم انخفضت
نسبتك إلى هذه الدرجه لقد كنتِ95 ماذا لديكِ من مشاريع لليلة وو الخ ..!

دعوني وشأني انا لا أريد أي شيء !
وتلك الكلية ! ( كلية دبي الطبية )
آخ قلبي !
( جنة الطب على الأرض )!
هذا هو التعبير الوحيد الذي استطعت نطقه بعد عودتي منها يوم الامتحان
والمقابلة .. قالوا لي انهم سيبلغونني بالنتيجه يوم الاثنين ( قبل يومين )
إلا انهم لم يتصلوا .. وهذا وحده كان كفيلاً بزيادة جرعة الاكتئاب لدي ..
اتصلت بهم وقالوا ان اسمي لايزال في قائمة الـwaiting list

أتنهد بعمق ..
ذهبت للتسجيل في جامعة الخليج .. فإذا بها أوراقي ناقصة ..
عدت في اليوم التالي ( أمس) .. فإذا بي أفاجأ بإحدى زميلات الدراسة ..
تحدجني بتلك النظرة التي لاتنم عن نية خير .. تبادلنا التحية .. فإذا بها
تسألني : حتى انتِ ستقومين بالتسجيل في جامعة الخليج ؟
فأجبتها انني الآن فقط قد اتمتت اوراقي ونعم، آمل بالانضمام إليها ..
أ تعلمون أن العيون مرآة الروح ؟
وأنها تنطق بما ينطقه القلب !
اتعلمون أنني قرأت في عينيها شراً يقول :
(إن أخذوكِ ولم ياخذوني .. فسأدعوا عليكِ ..!
لم تودين الانضمام إليها؟ أنا أكره منافسيّ كثيراً .. واتلذذ بتعذيبهم نفسياً !)
عابره .. عابره لم تحسن عبور حياتي .. كنت ولازلت أشفق على من مثلها!

اليوم استملتُ رسالة قبول ..
أولى ثمار جهودي ..
( أنتِ مقبولة في الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا – جامعة البحرين
الطبية) نأمل أن نراكِ في تاريخ17ـ9ـ2007 .

لاطاقة لي للضحك .. ولاطاقة لي للفرح ..
أريد فقط أن أنعم ببعض الوقت وحدي ..
وأمي وأخي يتقافزان فرحاً .. والورقة أمامي .. أدخلها في ظرفها الباهر ..
المعنون بـRCSI-MUB
واعتلي درجنا .. وأعود لغرفتي الصغيرة .. وأواصل التدوين ..
انتهي من التدوين .. وأرى انني لم أشعر بأي تحسنٍ بعد ..
أقوم بنشر تودينتي التشاؤمية في هذه الصفحه الالكترونية ..
وأذهب لارخي أعصابي بأخذ حمامٍ دافئ .. أمتع نفسي وأدلل نفسي
ببعض الكريمات .. وهذا مايسمى بـ الاعتناء بالبشرة ..
انتهي ولا أزال اشعر بالضيق من هذا الجو الخانق ..
اجفف شعري واصففه بطريقتي المعتاده .. وقد أقوم برفعه بطريقةٍ
أخرى جديدة تعلمتها لتوي ..
واشعر ببعض التحسن .. فأقوم بأخذ المقص .. واعبث باطراف شعري
واقوم بتهذيب طولها .. وفي بعض الاحيان اقوم بذلك بداعي التغيير
لا التعديل ! ( يعني تخريب خخخخ )
اتململل من برامج الـmbc4 .. ثرثرة الدكتور فل ومشاكل المجتمع
الامريكي .. وهرطقة اوبرا الشمطاء العجوز والتي تبدوا كما ولو انها
في عقدها الرابع .. في حين انها في بداية عقدها السادس ان لم تخني ذاكرتي !

الوذ بمكتبتي .. وانتقي كتاب الأيام لـ طه حسين ..
واعيد قراءة الجزء الثاني والثالث منه .. عندما كان في الازهر .. وكيف
كان يحيا وهو أعمى .. كيف يشعر .. كيف يسعى للعلا .. وكيف أحب
القاهره وهو فتىً ريفي .. جهده الحثيث .. ونضاله لنيل البعثة الدراسية إلى
فرنسا .. وأغرق معه .. بين الحروف .. ولا أرى شيئاً .. ولا أسمع شيئاً ..
(Mariah Carey )سوى صوت
:المخمليّ
and I know you are shinning down on me from heaven
like so many friends we’ve lost along the way
and I know eventually we will be together
one sweet day
وما ألبثُ حتى اختار أغنية
التي أحب،my all
واستمتع بتلك اللحظة التي تقول فيها:
and you yet so far like a destine star
am wishing on tonight

ليومض مؤشر هاتفي فجأة .. مُعلناً حاجته لبعض الطاقة الكهربائية !
وأكون أنا نفسي حينها ..
أحتاجُ للتنفس .. وللتزود ببعض الوقود .. وللتظاهر بأن هذه الشهر ..
هو ليس تموز .. وأن هذا الفصل هو ليس صيفاً ..
فاتجاهل ذلك الوميض .. واختار الاستماع لاذاعة القرآن الكريم ..
وقد اغفوا حينها على ترتيل الشيخ أحمد العجمي ..
وتكون الساعة حينها قد قاربت الثانية فجراً ..
اتيقظ فجأة .. وأتقلب يمنى ويسرى .. تُقلبني الأفكار والخواطر ..
حتى أنام ..
وأنام ..
وأصحوا بعد بضع ساعات ..
وأرى نفسي ..
إما في حلم ..
أو في علم !

إمـا أن أكون في اليوم التالي قد تخلصت من اكتئابي ..
وإما أن يمتد معي حتى المساء حين نخرج ..
وأعود وأنا شبه متيقنه بان هذا الشهر هو شهرٌ طويل ..
طويلٌ جداً .. لانهاية له !
وتبدأ حينها لحظة اخرى من لحظات الاكتئاب ..
لاعود واسالكم مرةً أخرى :
ألم أخبركم انني أكره الصيف ؟؟!!

أنين الروح مُتشائمةً ومُتثاقلةً ..
شكراً لكل الذين سألوا عني ..
ولتعذروني .. احتاج لبعض الوقت لتحسين مزاجي
ورفع معنوياتي بنفسي ..
فالآخرين والمقربون .. لايعلمون كيف يعالجون اكتئاب تموز !
وحدي أنــا .. طبيبة نفسي !
هففففففففففف متى اصير دكتورة !!

4 صدى:

روحُ القمَر Thu Jul 05, 01:44:00 PM 2007  

عجبي منكِ و مني !
أنا و أنتِ علاقة تضاد

أستاءُ لوحدتي و افتقاري لاهتمام صديقاتي
و تستائين لاهتمامهم بكِ

أتعبُ من الصمت
و تتعبين من الكلام

أريدُ الحديث
و تريدين الاستماع


لكن
تلكَ هي الحياة
استميحكِ عذراً
إن كنتُ قد ثقلتُ يوماً ما
او بذر مني أيّ سوءٍ لم يكن بالحسبان

مودّتي ،
روحُ القمر

Anonymous Fri Jul 06, 02:03:00 AM 2007  

،
كوني على قيد الحُلم دائماً .. حتماً سيأتي..
ستلد السحابة طيفا..
للأمنيات المُعلّقة!
الأمل, إنتظار حاد
و شيئاً من خناجر مؤلمة
لكِ الأمل والتفائل..
على قدر حبات المطر,
(...)

Anonymous Fri Aug 17, 01:18:00 AM 2007  

يا ربي يبعد عنك كل ما يسبب الحزن ويجعل ايامك اكثر سعادة

Anonymous Tue Nov 20, 04:22:00 AM 2012  

buy phentermine phentermine and prozac - buy herbal phentermine online

© جَمـيعُ الحُقوقْ مَحفوظة وذاتُ صاحِبة هذهِ المُدوِنة مَصونة لا تُمَسْ .

  © Blogger Template by Emporium Digital 2008

Back to TOP