.. فجأةً .. رأيتُ نفسي مع صديقتي ليلى
.. نضحك ونثرثر حول امورٍ شتى
فإذا بها أمل تستدير لنا وتقول : إلى متى ساظل أصرخ
بكم ! ضعوووووا حزاااااام الأمان ضعوا حزام الأمان ضعوا حزام
الأمان ارتدووووووه ارتدووووووه الآن
لقد بح صوتي من الصراخ والاستصراخ ! ألا تسمعون ؟؟
.. ضحكنا معاً ووضعناه على مضض
: ولا أعلم كيف مَرَ هذا الخاطر ببالي فجأة
! لكن كيف ..؟ أمل .. أمل أصغر مني ببضعة أشهر
وهي الآن تقود السيارة ! متى ؟ متى حصلت على الرخصة ؟؟
! سأبذل ما بوسعي في التدريب
كيف تغلبت علي أمل! كيف؟
: هتفت من غمرة خواطري
! أمل لاتسرعي لقد اقتربنا من اشارة المدرسة
! وإذا بها السمـــاء تمطر علينا .. مطراً غزيراً
! ولوهلة ظننتنا في شهر كانون الأول
ورغم اننا كنا في الصباح الباكر .. إلا ان
.. السماء المشرقة توارت خلف السحب الركامية
! التي اخرجت مابجعبتها من أمطار ورعود
.. ولأن المطر ارتفع منسوبة بسرعةٍ عجيبه
.. ولأن ليلى كانت قلقة من السير في هذا السيل
ولأن ليلى أصلاً مرتعبة من فكرة تأنيب امها لها
.. إن تبلل مريولها المدرسي الجديد بماء المطر
بل وبالاحرى ستؤنبها على غرقه وخرسه
من الأعلى إلى الاسفل بالماء وبعض الطين والتراب الذي
! سيعلق به من الاسفل
!.. قررت أمل الدخول بسيارتها إلى المدرسة
وبالتحديد من الباب الخلفي حيث مواقف المعلمات والدرج
.. الذي يوصلنا للطابق الاول مباشرة
وبذلك نتجنب إيقاف المديرة والمشرفات الإداريات بسبب
.. تأخرنا الاضطراري
وحين هممنا بالنزول .. فوجئنا بذلك الوجه السمح
( والمقصود هو العكس ! فلاهي تعرف السمح ولاهو يعرفها)
! يا إلهي :
! إنها هي
! معلمة سُعااااااااااااااااااااااد
! وامصيبتاااااااااااه
بانت سعادُ فقلبي اليومَ معلولُ)
( يهربُ إثرها لم يُجزَ مكبولُ
صرخت بنا :تعاااااااااالوووو
تعالوا قدامي يلااااااااا
من وين ياين ؟
وهذي سيارة منو؟
! ماتحجووون
! من هول الموقف أصابنا الخرس !لم نستطع التفوه بأي كلمة
فالصدمة كانت اقوى بكثير مما خططنا له
ولا أعلم كيف طاوعني قلبي حين حاولت النطق
.. نحـ ــ ـن كـ:
! جب ولاكلمة: ! ماابي اسمع ولاكلمة
! يلااااا جداااااااااامي على الإدااااارة
وفي الإدارة .. وجدنا معلمة الأحياء(ليلى) متكئة
على أحد المقاعد الوثيرة .. وما إن رأتني حتى قالت
يا إلهي ! حتى أنتِ يا فاطمة معهم ؟؟
فقلت لها باندفاع : نحن لم نفعل شيئاً ووصلنا
! متأخرين بسبب المطر
ولم تعر ماقلته أي انتباه .. بل استدارت لصديقتي ليلى وصرخت بها
وأنتِ أيتها الكسول ! إلى متى ستبقين على هذا المنوال ؟
! لم تحضري لدي 112 ساعه
!فتدخلت مستدركةً : ولكنني أنا نفسي غبت 93 ساعة ولم توبخيني
وعوضاً عن هذا الوقت الضائع وهذه الثرثرة التي لاتؤدي إلى شيء
! دعونا نعود لفصولنا كي لاتفوتنا دروس أكثر
فإذا بها تضحك ضحكةً مُجلجلة : ماشاء الله انتِ حقاً مجده
ولكنني لن أسمح بهذا ابداً
! إلى مكتب المدييييييييره هيا انصرفووووا
وفي مكتب المديرة .. رأينا المشرفة الاجتماعية (هبة) واقفةً
في انتظارنا ..
قربت الينا بعض الأوراق .. وطلبت منا التوقيع عليها ..
! فإذا بي اراها أوراق تعهد
! صرخت : أنا لن اوقع
فبادلتني الصراخ : بل ستوقعين والآن وإلا فسأستدعي لكِ
! المديرة
!وليكن ذلك فأنا افضل التفاهم معها على هذا الحديث الضائع مع انسانه مثلك:
.. حينها انخرطت ليلى و امل في بكاءٍ مرير
.. وأما أنا فارتعد قلبي لصوت الرعد الذي زلزل المكان
.. فاستغلت الشريرة هبة هذا الموقف وسحبتني من يدي
! سأعاقبكِ بالبقـاء طيلة هذا اليوم تحت المطر والرعد والبرق:
! واخذت تضحك بهستيرية مرعبه
: وأنا أصرخ واستنجد
لا
لااااااااااااااا
لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
:
:
:
.. تحسستُ الأرض من تحتي
..ورفعت رأسي بحذرٍ وأنا لا ازال أسمع أثر خرير المطر
.. فتحت عينيّ شيئاً فشيئاً
.. وأبعدت بعض خصلات شعري التي كادت أن تعميني
.. رفعت الغطاء من فوق رأسي
فوجدتني واقعةً تحت السرير في أفظع وأرعب كابوسٍ
! رأيته في حياتي عن المدرسة
وهذا الحلم المزعج .. عفوا الكابوس المرعب .. لم يأتِ
! من فراغ
بل هو نتاج ضحكي على طلاب المدارس هذا العام
وحديثي مع زنوب قبل أن أنام عن المدرسة
.. والمرحلة الإعدادية
أكتفي إلى هنا .. لان اثار هذا الكابوس لاتزال قابعةً
: في رأسي .. ولايسعني إلا ان أقول
! .. ساعد الله قلوبكم ياطلاب المدارس
التوقيع :
!طالبة متقاعدة لاتزال تعاني من كوابيس مدرسية
الله لايعود أيام المدرسة ومابدخل اي مدرسة من السنه الى)
(الـ20 سنه الجاية
( أكرهك يامدرستي الثانوية)