1/07/2007

- أطفال بلا طفولة .. وأطفالنا الكبار بلا قرار !

،لم يتجاوز الثانية عَشرة، قمحِيُّ البَشرة، بعينينِ جَمعَتا فيهما عُمقَ البحر
!هذا إن لم يكُن المحيط

،يرتدي خفينِ رياضيين، عركتهما الأجواء عركا، إلا أنهما، مازالا يحميانه
! لازالا يحتفظان بالرمق الأخير، ويُحافظان على براءة قدمية الصغيرتين

!بنطالهُ من الجينز السميك، ولا ألومه على ارتدائه لهُ في الصيف
،لأن صَيفهُم ليسَ سِوى ربيعٍ لطيف، و إن اعترتهُ بعض الهبات الحاره
. فهي تذوي بانقضاء النهار، وتستحيلُ إلى نسيمٍ عليل في جُنحِ الليل

أ خُيِّلَ لي أن جبينهُ يتلألأ ؟؟
!لا، لم أكن اتخيل
،لم يكن لِيُعير هذه الحبات الصغيرة أيّ اهتمام، فقد اعتادها كاهله الغض
.. و درج عليها مُنذُ فترة، وسأبيحُ لنفسي القول : بل و مُنذُ فترةٍ طويلة
! طويلةٍ جداً ! بنصف عُمرهِ رُبما

هاهو يمُط ذراعهُ أكثر، ويقف على أطراف أصابعه، فقامتهُ الصغيره لا تخولهُ
الوصول للطرف الآخر من مقدمة السيارة، أ يستدير للجانب الآخر ؟؟
أو أن التنظيف من هذا الجانب يكفي ؟
،في اعتقادي كان كافياً، إلا أنهُ، وبتفانٍ أكبر، دار حول مقدمة السيارة
. وقام بتنظيف الزجاج جيداً من الطرف الآخر
! يعمل بجد، يعمل، إنهُ يعمل ! دارت هذه الكلمات في رأسي بجنون
يعمل ؟؟ بهذه السن الصغيره
؟
,,
! ـ هه
أوتعتقدين أن الحياة تمنح الجميع كل مايريدون ؟؟
أتعتقدين أن الجميع يأخذون فرصهم في اللعب ؟؟
أتظنين أنني .. يوماً مـا .. سأسافر مِثلك ؟
أجبت ببلاهه ـ لازلت طفلاً ياصغيري ولاتعي ماتقول .. ستكبر ويوماً مـ
! قاطعني بشدة ـ طفوله
عن أي طفولةٍ تتحدثين ؟؟
من الطفل هُنا ؟
،، أنــا ؟؟ أم أنـتِ !؟؟

،أفقتُ من سرحاني به، خُيّلَ لي حينما استدار إلينا، أن عيناهُ خاطبتني، وأنني حقاً
! طفلةٌ أمامه ! أمام رجُلٍ صغير

صاحَ بنشاطٍ أكبر، بكلماتٍ لم أفهمها، ولكن في هكذا مواضع، فهي لن تكون
إلا
: تنظيف تنظيف ! من يريد أن ننظف له سيارته ؟؟
أشار لهُ سائق الأجرة التي نستقلها، بأن اقترب إلينا، فجاء مُسرعاً
حاملاً دلو الماء الثقيل بيد و قطعة القماش المبللة بيده الآخرى. كان سيبدأ
بالمسح لولا أن ناداه السائق الذي أخرجَ ـ بمرأىَ منا ـ حفنة من الأوراق
! النقدية و قام بدسها بسرعه في الجيب العلوي لقميصه

أ أخبركم حينها بما فعله ذلك الفتى ؟؟

! فعل مايفعله كُل إنسان له عزة نفس، كرامة، ضمير، و كبرياء
أعادَ النقود لصاحبنا الأخير الذي لم يكن ذاهلاً البتة. منحهُ ابتسامةَ
! رضـاً صادِقة، و ضعتُ أنـا بين لغة العيون التي ضجت بينهما

. أضائت الإشارة الحمراء، ومضى بقوةٍ وإرادة لدربٍ آخر، يُكمِلُ سَعيهُ فيه
،،

عثرتُ على هذه الصورة التي ابحتُ لنفسي التقاطها قبل عامين من الآن، عندما كنت
في زيارة إلى إيران عام 2005.
أججت بنفسي الكثير من المشاعر، وضَجَ
! بي حديثٌ أرغب بمشاطرتكم إياه

كثيراً ماتتكر مثل هذه المواقف العابرة في حياتنا، نتأثر بها، رُبمـا لثوانٍ، دقائق
. معدودة ثم مانلبث أن نعود لطبيعتنا

أ رأيتم صورة هذا الفتى ؟
سأبيح لنفسي التخيل بأنهُ يعمل ويدرس في آنٍ معاً، وسأكون سعيدةً جداً بتصور
.أنهُ يُكافح في سبيل دراسته كما هو يفعل في هذا الطريق الصعب


،أودُ لو يتأمل هذه الصورة، جميعُ المُتبرمون من الدراسة
،أودُ لو يتأمل هذه الصورة، كُل من أصابهُ اليأسُ والقنوط في لحظةٍ ما
! وصدقوني، الواقع أقسى بكثيرٍ مما ترونه فيها
! ماترونه جُزء، والباقي أكبر و أكثر بكثير مما قد نتخيل

نحنُ !؟
! أيـــــا نحنُ
ماذا نفعل ؟؟
أو لتصحيح السؤال : ماذا فعلنـا في هذه الحياة ؟؟ ماذا قدمنا لهـا ؟
وماذا سنفعل ؟؟

! أكرهُ كثيراً سماع أحدٍ ما يقول: اففففففف .. ملل
ملل ؟؟

أ تتخيلون معي كم سيارة قام بتنظيفها هذا الفتى ؟؟
أ تتخيلون معي كم مرةً تعرض فيها للخطر وهو يزاول هذه المهنه ؟؟
أ تتخيلون كم مرة تعرض فيها للضرب ؟؟ أو كاد يُعتدى عليه لولا رحمة الله ؟؟
ثم أ تتخيلون كم يجني في اليوم الواحد مع كل هذه الصعاب !؟؟
! ربما بضعةُ فلوس، تكادُ تسد جوعه هو واخواته لهذا اليوم ليس إلا
! ثم يعودُ في اليوم التالي ليبدأ من جديد، من الصفر
! قد يتغيّب عن المدرسة قهراً، لا هرباً من العلم، وقد يكثر غيابه، إلى أن يُفصلَ تماماً

ألا يعني هذا لكم شيئاً ؟
ألا يمس فيكم شيئاً .. ولو كان صغيراً جداً ؟

.في خاطري، بِضعُ كلماتٍ تتحفز أكثر
،النِعم حولنا كثيرة، قد لانعيها، وقد نسيء للخالق بتبرمنا وتأففنا وبهدرنا للوقت
فنحن نستطيع فعل الكثير بسواعدنا، نستطيع الهدم والبناء، وللأسف الشديد
أغلبنا لايستثمر شيئاً من فرصة، كثيرون في الإجازة القادمة سيسهرون
لوجه الفجر وسينامون لعز الظهيرة ـ هذا ان لم يكن الى المغرب ـ ثم سينهضون
!! من سباتهم قائلين : برد بـــــــــــرد ! مـــــــــلل ملل
: يحضرني الآن، قول إيليا أبو ماضي
" كم تشتكي وتقول أنكَ مُعدَمُ ***والأرضُ حَولَكَ والسما والأنجُمُ "
لم الملل ؟؟ لم الفراغ ؟ من وضعنا في فراغ ؟؟
أولسنا عُقلاء بما فيه الكفايةً لندرك ونقرر كيف نستثمر أواقتنا فيما نحب ؟؟
أولسنا مُحاطين بكل مانحتاج ونتمنى ؟؟


،في حين أن بالخارج، هُنالك أناس، لم يذوقوا طعم اللعب يوماً
ولم يكُن الفراش ملاذاَ مريحاً لهم، ولم يكن السقف حتى حامياً
! كفيلاً لهم لا في الأيام الممطره ولا المشمسه

ألا زلنا أطفالاً ؟
أطفالاً لاقرار لنا !؟
لانعرف كيف و أين نضع جهودنـا ؟
! نحتاج لأحد ليفكر عنا كيف سنقضي يومنا ان استثنينا قرار الأكل والنوم

كثيرة هي الشواهد الجبارة التي شقت طريقها في الحياة، ننظرها بإعجاب،
نتغنى بهذا الذي اكتشف وذاك الذي اخترع . نُقطة . ولكن (نحن) ؟
بم هم أحسن منا ؟؟
ما الذي يمتازون به عنــا ؟

.. أو أننــا .. استغرقنا في طفولتنا
ولم نعد نرغب الكبر أبداً !؟

،في حين، أن هنالك أطفالاً بالخارج، اُستنفِذت طفولتهم حتى قبل أن يدركوها
!دخلوا غمار الحياة، بإصرار و إرادة لإنجاز شيء ما
شتان بين الكفوف والسواعد المكافحه وبين الأخرى المُدللـه التي لم
! ترفع شيئاً ما طيلة عُمرهـا


أمـا آن الأوان بعد، لندرك حقيقة أنفسنا وماسنفعله في هذه الحياة ؟؟
أولم تدرك بعد ـ عزيزي القارئ ـ حتى قرائتك لأحرفي البسيطة هذه ..
لِم أنتَ في الحياة ؟؟
.. أولدت لتصرخ وتقول بعد 17 عاماً من الرفاه والدلال
!أولدت لتقول : ملل ! ماابي ادرس ! متملل ماابي العب خلوني بس انام؟؟

،أطلتُ كثيراً
أعلم، ولكن التعبير خانني، ولم استطع البوح بكل شيء بهذا القلم، فقط
أتمنى، أتمنى ونحنُ في أولى أيام هذا العام، أن نبدأ من جديد، بداية ملؤها
الإصرار والتفاؤل، فالحياة أكبر من سقطة واحده، وأعمق من زاوية الدمع
والأحزان، فلنبدأ معاً، ببسمة كبسمة ذلك الفتى، و بكلمة طيبة كذلك الرجل
،ولنترك الأنـا القديمة ورائنا، ولنكن شيئــاً في هذه الحياة
! وختاماً أقول
: لو كان الفقرُ رجُلاً لقتلته

كل التوفيق والمُنى،
أنين الروح

6 صدى:

Anonymous Tue Jan 09, 04:07:00 PM 2007  

مرحبا ..

هذا لأننا نُشِعر إننا أُتخمنا دلالاً و دلعاً نقول هكذا ، و في ذلك دلالة على أننا على الأقل ما زلنا نُحِس بما يُعانيه الآخرين و إن كانت تصرفاتنا التي أعماها الدلع لا تُدلل على ذلك

لكن ما قولك فيمن لا يحس مُطلقاً بمن حوله، و هذهِ حضرتُها أنا في ورشة عمل من الورشات التي حضرتها .. فكانت هُناك " تُُحفة " من عائلة عز و خير تستغرب وجود فُقراء في البحرين، كُنا نُناقش الحلول التي مِنْ شأنها أَنْ تُمكن الأسر الفقيرة من إلحاق أبناءها بالجامعة و هي كانت تقول " معقول .. معقول فيه أحد في البحرين ما يقدر يدخل ولده الجامعة ؟ "

التفت الجميع إليها في إستغرابِ و إستهجان و غير تصديق و الحمدُ لله أَنْ من رد عليها كان " منها و فيها " غير أنها تُعد في مصاف أمها سناً .. قالت لهابما مفهومه أنها ولدت وفي فمها ملعقة من الذهب .. لذلك هي لاتعلم بما هو حاصل حولها ..

أولئك الأطفال يا أنين .. شموخ !! هُم حقاً مَنْ يستحقون الحياة .. لا نحن .. ولا أولئك الرجال " المرجلة " الذين يقفون على حواف الطرق يطلبون .. و يفتحون وجوهم لهذا .. وذاك

لا نَملكُ غير الحمد و الشكر على الحال الذي نحنُ فيه .. و غير الإعجاب و تقدير هؤلاء الأطفال :)

** ذكرتيني بيوم انروح ايران :p تزامن ويا الفترة الي رحتونها انتون على ما اعتقد .. بس انا ما طلعت من الفندق :p يوم رحت الحرم و رجعت .. ما ادري بعد صليت صح لو غلط ههخخخخ

الشقندحي

Anonymous Tue Jan 09, 11:26:00 PM 2007  

في وطني يُسرق كُل شيء.. حتى التراب

Dr.ftoom ஐ~ Fri Mar 02, 12:16:00 PM 2007  

haythoo :

حتى أبناء وطني،
باتوا يسرقون !

إيهٍ ياعُمر، أين ألقيت بي ؟؟
ألقيت بي في زمانٍ حيثُ ابرأ من بعض اشقاء الوطن!

ومن هم فوق الوطن،

أكثر !

ايجازُكَ موِجِعٌ يا اخي !

Dr.ftoom ஐ~ Fri Mar 02, 12:46:00 PM 2007  

الإمبراطور سنبس :

أطفال الملاعق الذهبية كثر،
ولكن كفة السواعد الذهبية أثقل منها بكثير،
سواء في وطننا أم في بلدان الجوار والعالم،

ماذا أقول أكثر؟
ومابي يختنق حتى قبل ان تتناوله اناملي لادونة ؟
غصة بالقلب .. لهذا الزمن المر ..

خخخخ جان انت ماتدري صليت صح لو غلط
احنا مره كنا في الفندق وماشفت الا امي وولد خالتي يقولون اكو اذن .. قلت ليهم ماسمعته !! الا يقولون لا ويلا قومي صلي !
قلت ليهم نظروا شوي قالوا لاااااااه صلاة ياعبيد الله الصلاة قلت انزين
وتونا مخلصين الفرض الاول وبنصلي العصر
الا الاذان مال الظهر توه مأذن !
هههههههههههه وردينا صلينا من جد وجديد !

الله يعودنا جميعاً،

Anonymous Sun Jul 22, 07:04:00 PM 2007  

أتعلمين أنين ؟

كأنك تحكين ما يلوج بداخلي فيملك جل تفكيري ..

دعيني أحكي لك قصتي أنا الآخر ..

شاب متخرج من الثانوية ، فعل المستحيل لكي ينخرط في الدراسة الجامعية لكن القدر أراه خلاف ذلك .. الجامعة رفضته لأنه كدح في الفصل الأول ليؤمن قيمة الفصل الثاني ..

وعندما جاء للتسجيل نزل القرار الجديد : ( لا تسجيل إلا في الفصل الأول ) ..

شعرت أن الدنيا تصفعني ، حصلت على وظيفة جيدة في إحدى الشركات لكنها استحوذت على كلي .. فأنا أخرج صباحاً وأظل أستوقف المارة حتى يقلوني إلى مكان قريب .. ثم أمشي وأمشي وأمشي حتى تأخذ الشمس منها مأخذي فأصل أخيراً وأنا منهكاً جداً .. لأزاول عملي حتى الثامنة ليلاً .. وعند أيام الضغط أسهر في الشركة إلى الساعة الثانية فجراً أو أكثر .. كل هذا مقابل راتبي 150 دينار يسد جوعي وجوع أمي فحسب ، لا إجازة .. لا راحة .. لا شئ أبداً ..

ولا زلت أقول .. الحمد لله أن لقيت وظيفة كهذه فهناك من هم أردى مني بكثير ..

وطبعاً أكتب هذا الرد وأنا في مقر عملي لأنه بيتي الثاني .. وأحياناً أنام هنا أيضاً ..

في داخلي الكثير ولكني على عجلة ..

شكراً جزيلاً لك أنين .. :)

Dr.ftoom ஐ~ Mon Jul 23, 11:19:00 AM 2007  

الأخ العزيز فقير الدار،

قبل كل شيء دعني اهنئك وأشد على يدك لاصرارك وتفانيك، فالحيـاة وان وجدت احد ابوابها مُغلقة، فإن الله وبلا شك سيفتح لك ألف بابٍ وبابٍ آخر للفرج !
والـ150 وان كانت ضئيلة .. وان كانت تنفذ قبل انتهاء ليالي الشهر .. وان كانت تتقسم للكهرباء للهاتف والماء والملابس ولايبقى منها للنفس الا القليل ..
فأنت وعلى الأقل أفضل بكثير ممن أكره أن أراهم جالسين متكئين الراحه ! ينتظرون العمل او نداءاً بقدرة قادر يرفعهم لأعلى عليين بغمضة عين !
ذكرتني بحكاية احدهم،
حينما كنت في ندوة للطلبة الدارسين في الاردن،
وقف احد الطلبة وحكي حكايته، كان يدرس الهندسة في الاردن، وفي سنته الاولى فقط، فوجئ في احد الايام باتصال من ذويه يبلغونه بضائقة ماليه قد تعرضوا لها، وجراء ذلك عاد إلى البحرين وترك دراسته خلفه، التحق بالتخصص الذي يفر منه الكثيرون ( التعليم التطبيقي) وفي جامعة البحرين التي تتعرض للذم من قبل شريحة كبيرة من المواطنين، نعم، اختار التعليم التطبيقي بالاضافة الى عملين يزاولهما في آن واحد !
وبكل صراحه اقولها .. ترقرقت الدموع في عيني لما سمعته منه !
لا شفقةً ولا رحمه !
إنما إعجاباً بإصراره وتفانيه !
أشد على أياديكم،
وفقكم الله ويسر لكم اموركم،

نوت آخر السطر :
شكراً لانك تسعى .. شكراً لانك ابن وطني !
خالص الود،

© جَمـيعُ الحُقوقْ مَحفوظة وذاتُ صاحِبة هذهِ المُدوِنة مَصونة لا تُمَسْ .

  © Blogger Template by Emporium Digital 2008

Back to TOP