1/03/2007

- نَزَلَةُ عِشـــقْ !


!..همهماتٌ عارية .. عاريةٌ ـ سيدي ـ مِن كُلِ شَيءْ
أُصيبتْ فتاة شرقية بنزلةِ عِشقٍ شديدة، وأخذ منها التعب مأخذه، حتى باتت
تهذي بهمهماتٍ غير مفهومه. وفي إحدى ليالي الصقيع ـ كليالينا هذه ـ
بين الوعي و اللاوعي، استنطقها طبيبها أن تحكي لهُ عن دائِها الذبّاحْ،
فباحت لطبيبها الشرقي بِسِرِ دائها الذي أرهقها و أوهنها،
. وتسمَّـر في مكانِهِ من هولِ ما سمعه من مريضتهِ الثكلى
:
،،سيدي الشرقي
ما اعتراني جنونُ العظمة، وما لسعني الكِبرُ و لا الغرو، وما مَسني سِحـرٌ
ولا عملٌ لانسيّ أو حتى جِنِيّ ..! ما أصابتني هلوساتُ الثاكلين و لا همهماتُ
!..المحزونين
!.. "ما اعتراني شيءٌ قط سِوى .. سِوى " نزلةِ عِشـــقْ

أُبتليتُ ـ سيدي ـ بِداءٍ يُدعى " عِشقْ"، ويُقال لهُ في مصادر و مراجع أخرى

طبية وأدبية، أنهُ " الهِيّــامْ "، و ذُكِرَ أيضاً في تابوت عختروت و سرايا نفرتيتي
!.. أنهُ " الغَرام "، الذي أردى قلب كيلوباترا قبل السُّمِ وانتصاف البدرِ التمامْ

!..أمامَكَ ـ سيدي ـ أنا عاريةٌ مِن كُلِ شيءْ .. من كُلِ شيءٍ إلاهُ

فإن كُنتَ لاتراهُ، فسأقترب مِنكَ قليلاً، ولا تقلق، فلن يَمَسكَ سوءٌ من بلاءِ دائي،
! فأنا أحرصُ عليكَ مِنكَ ـ أنتَ ـ إليكْ
دعني أُقرِبُكَ إليَّ قليلاً، عَلَكَ أيُها ـ السيّد ـ الطبيب، تُدرِكُ بخبرتك، مدى استفحالِ
الداءِ فِيَّ، أ وهل أوهنُ مِني في هذه اللحظة أحد ؟؟

خُذ رِسغيّ الناحِلَ بين يديكْ، وتحسس بفطنتك نبضيّ القاصِر، آهٍ كم أرهقني
!.. قصورُ اختلاجِ قلبي يا طبيبي ! وكم خنقتني أنفاسي بحضورِ .. بحضورِكَ
حبيبي
وانظر لِعَينَيّ الذاويتين..! كيف خبا .. كيف خبا نورُهُما الرقراقْ ؟

ولا تعبَأ .. لا تعبأ عزيزي بالضجيجِ الهدارِ في صدري و إن علا وهَبَطَ
! في حضرتِك بجنون

! فقط .. واصل مُعاينتي، عفواً، مُعاينةَ استفحالِ دائي
.. واغمُرني دفئاَ وحنانـا .. واسقني الدواءَ حُبـاً مُدامـا
.. أو دعني كما وجدتني ..! عاريةً من كُلِ شيءٍ إلاهُ
.. لانازع مُر الفِراقِ وحدي .. و وِحشةَ الفؤادْ
.. لاسهَدَ ليَالِيَّ حين يغيبُ وعيُكَ في الأحـلامْ
!.. دعني .. دعني أسهرُ حينما تنـامْ

و عندما أُشفى، أرجوكَ لاتحكِ لي أبداً عن هلوستي التي استنطقتها
، عُنوةً من شفتي، لأنني حينها، سأعودُ إلى طبيعتي
: شِرقِيَّةً، مُتواضِعةً، قانِعةً
بِلُـطفِكَ
و
! لُطفِـكَ فقط

،،
،أفاقَ الطبيبُ الشرقي مِن ذهوله، و رنا إليها بحنو، وشيءٌ ما، يَضُجُ بِداخله
. تركَ حقيبتهُ الطبية، و سـارَ دون هُدىً إلى الباب الأقرب، ومضى يتبع ضوء القمر
-------------
ناشدتني الفتاة الشرقية، أن أخبركم عنها و عنه، و أن أسألكم، إن رأيتم
!ولو صُدفةً ذلك الطبيب الشرقي، أن تخبروه أن يعود ليُكمِل مُعاينتها و علاجها
! و ذكِرُوهُ ـ رجاءاً ـ ألا ينسى حقيبتهُ مرةً أخرى

،إلى حين
،ملتقانا بإذنه في الأسبوع القادم

: مُلاحظة لبعض الفضوليين )
! لا شأن لي بهما ! وهذه الحكاية لا تمت بصلة البته إلى شخصي الكريم
! خخخخ ادري فيكم بالكم يروح بعيد والسواس يلعب براس بعضكم
(تيك كير حبوبين

،كل الود
أنينُ الرُّوحْ

7 صدى:

Anonymous Thu Jan 04, 12:19:00 AM 2007  

مرحبا أنين..
اممممممــ..
لا أفهم شيء.. هناأخلص من جميع الاتهامات؛ ومن نفسي!
أي عمق في هذا النص لا أفهمه؟!
لكن لا نريد أن نفهم أنفسنا، ربما نود أن نفهم الناس من نكون ( متناقضات أليست كذلك )
لا أحد فهمني !
أنين؛ لا تطيلي مثل هذه الإطالة!
آه يا رقرقة..
أحنّ لإغماضة جفن..
دعواتك ..

Anonymous Thu Jan 04, 03:14:00 PM 2007  

نزلةُ عِشــقْ !
لطيف !
أ كانت مع انطواء العام ام بدايته ؟؟

عموماً ..
اتمنى ان لاتكون حكاية ً شرقيةً وحيده ..
ففي بلاد الشرق ألف حكاية و حكاية

امتعينا بهذا القلم الساحر،
وسنكون دومـاً هُنا ..
عندما تشائين ;)

موفقة ايتها الرائعه ،،

Anonymous Sat Jan 06, 12:26:00 AM 2007  

المرضُ إبتلاء
و لا دواء لمرضٍ
هكذا عضال
مهما وصل الطبيب
مِنْ علم
كَيف لَهُ أن ينزع
مِنْ القلب
ما سَرقهُ الإله ..

في يوم مِنْ الأيام
و في موسم الإنفلونزا تحديداً
كُنت مَعْ جمع مِنْ الأصدقاء نتسامر
عَنْ ما يتعلق بهذا الخصوص
قال أحدهم " هي صدق الصخونة اتعب .. لكن مدري شيفا حليوة "
أنا الوحيد مِنْ بين الحاضرين تفهمت ما يقول ..
لأني عايشتُ ما يقوله
فهي صحيح مرض بحد ذاتها
تبعث على كسل من نوع خاص
هو " الحليو " فيها ..
و هو الشيء الوحيد الذي يُذكر من الإنفلوانزا بعد قضاءها .. لذلك تكون " حليوة " فنحن نستذكر الكسل فقط و ننسى الألم .. بطبيعة الحال كُل فترة و مرحلة تمضي لا نذكر منها إلا الجميل .. لذلك نتوق للعودة دائماً

بالمثل هُنا
مهما كانت نزلة العشق
تُرسل زخات مِنْ الألم
إلا أنها نوعاً ما " حليوة "
و كُلما تُشافى مِنْ نزلة عشق
تتمنى أن تُصاب بأخرى ..

دام قلمك يا انين
و دُمت بخير

الشقندحي

Dr.ftoom ஐ~ Fri Mar 02, 12:06:00 PM 2007  

عُذراً جميعاً على إهمالي، وتقاعسي،
ودي واحترامي،

الإمبراطور سنبس :

نزلات الجسد تأتي فُرادى،
ولكن نزلات الفؤاد، تأتي دفعة واحدة،
قوية، قاضية وقاصمة، في السويداء مباشرة
لاتخطئ الإصابة !

حتى بعد استفحالها في الروح والفؤاد،
استفحال داءٍ مؤبد، يحلو لها بين الفينة والأخرى،
وكما قلت ، إرسالٌ زخاتٍ من الألم ،
من الشوق، من الحنين، من اللهفة ، من الغيرة ربما أيضاً !
ومن كل شيء !

من كل شيء !

شاكرة لك هذا الأثر الطيب،

Dr.ftoom ஐ~ Fri Mar 02, 12:09:00 PM 2007  

Anonymous :

أيها المختبئ خلف القناع!
مثلي ومثلهم !

هي لا، ليست حكايةً وحيدة،
وإنما جُزءٌ من كُلٍ آتية
،
شُكراً،،

Dr.ftoom ஐ~ Fri Mar 02, 12:12:00 PM 2007  

Marhoons :

و الى أي الاعماق وصلت ؟
وبالمثل،
أناس كثر فهموني ربما !
وضاعوا في خبايا حروفك !

ماذا افعل بقلمي عندما يفلت زمامه مني ؟
لك منا الدعاء،

Anonymous Sun Feb 21, 06:11:00 AM 2010  

а все таки: восхитительно... а82ч

© جَمـيعُ الحُقوقْ مَحفوظة وذاتُ صاحِبة هذهِ المُدوِنة مَصونة لا تُمَسْ .

  © Blogger Template by Emporium Digital 2008

Back to TOP